الأحد، 5 أكتوبر 2014

صناعة التغيير

:1- صناعة التغيير 


التغيير هو التحول من حالة واقعية نعيشها إلى حالة منشودة نريد الوصول إليها. فقد نرغب في تغيير عادة سلوكية ما إلى عادة سلوكية أفضل، أو تحسين أسلوب تعاملنا مع الآخرين، أو أن نصل إلى نجاح معين في حياتنا، أو أن نطور قدراتنا ومواهبنا. كل هذه الأمور وأمثالها من الآمال والطموحات والأمنيات لا سبيل إلى تحقيقها إلا بعبور بوابة التغيير .

أكثر الناس ينتظرون شيئاً يأتي من خارج أنفسهم ليغير حياتهم، أو أن تحدث لهم واقعة أو أمر ما لتنقلب حياتهم رأسا على عقب ! لذلك لا يتمكن أكثرهم من صناعة تحولات في حياتهم إلا بصعوبة. إما التغيير الذي يتم بوعي وإدراك وتحمل للمسؤولية هو ما يورث تحولاً حقيقياً ينبع من تأثيرنا الحقيقي على ذواتنا .

من أين يبدأ التغيير؟؟

قال تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم).. إنها السنة الكونية والقانون الأزلي في هذه الحياة الذي كتبه الله على الناس ، فأي تحول في ظاهر الشخصية يسبقه تحول داخلي في أعماق النفس، وكي نصل إلى تغيير تصرفاتنا وسلوكياتنا وطريقتنا في التعامل مع الحياة لابد أن نصنع تحولات جذرية في أعماقنا وقد قيل: "إن أضخم معارك الحياة تلك التي تدور في أعماق النفس".

·متى نمتلك التغيير في حياتنا ؟

نمتلكه إذا توفرت في أنفسنا المحركات التالية :

الرغبة+ المعرفة+ الممارسة+ الاستمرارية= تحول وتغيير .

الرغبة : تعني إرادة الفعل وهي ضرورية ، وبغيرها لن نستطيع حمل أنفسنا على إحداث تغيير ما، لأنها الحافز والروح المحركة لأنفسنا. أما المعرفة فتعني( ماذا أفعل ؟ ولماذا ؟ ) وهي ترشدنا إلى ما ينبغي عمله لنصل إلى كيفية إحداث التغيير الذي نريده .

الممارسة : هي القيام بالفعل وتنفيذه . فكثير منا يعرف ماذا عليه أن يفعل، غير أن القليلين هم الذين يحققون ما يعرفون ويضعونه موضع التنفيذ . فالمعرفة ليست كل شيء، بل لابد من تحويلها إلى واقع فعلي نمارسه في حياتنا.

أما الاستمرارية فتعني أن تكون التحولات دائمة ومستمرة، فالتغيير الذي نحدثه للحظات أو أيام ثم ما نلبث أن نشعر بالخذلان والإحباط ، فنترك ما بدأناه لا يسمى تغييرا ولن تتحول به حياتنا نحو الأفضل .

·هل صناعة التغيير سهلة ؟؟

يرى المختصون أن صناعة التغيير ليست بالأمر السهل في بدايتها لكن ما إن نضع أمام أعيننا الأمور سابقة الذكر إلا ويسهل القيام بها بمشيئة الله تعالى .

ولكن هناك ما يسمى "مقاومة التغيير"وهو أمر سيبرز بمجرد أن نقرر إحداث تغيير ما في حياتنا ومرد هذه المقاومة عدة حواجز لو استطعنا مواجهتها وتخطيها لوجدنا حجم الانطلاقة اللامحدودة في أي جانب نريده من جوانب حياتنا ومن هذه الحواجز :

القناعات السلبية


من أقوى الحواجز التي تقف في طريق التغيير القناعات السلبية التي نحملها في داخلنا ، و التي تأخذ صورة التأكيد واليقين بعدم الإمكانية من إحداث أي تقدم أوتغيير فينا ، أو فيمن حولنا كأن نقول : لماذا نحاول ما دمنا لن نواصل أو نستمر ؟ أو نقول: نحن آخر من يتغير !!

كثير منا يسلم بمثل هذا الكلام ويؤمن به. وما نؤمن به حول أنفسنا وقدراتها يشكل إما قوة دافعة إلى الأمام أو أغلالا تشدنا إلى الخلف.. وقد قيل: " خلف كل ما نفكر فيه، يكمن كل ما نؤمن به". فإن كان ما نؤمن به عن أنفسنا سلبيا فلن نتقدم خطوة في صناعة التغيير ؛ لأن ظلال الشك وعدم الثقة ستكتنف أفعالنا مما يورث العجز وعدم القدرة على التقدم والتحول..

وإذا أردنا أن نملك صناعة التحولات فعلينا إلغاءً هذه القناعات السلبية عن أنفسنا بل عمن حولنا أيضاً ، واستبدالها بقناعات إيجابية تمنحنا القوة والثقة بعد الاستعانة بالله عز وجل .

الاسقاطات :

إن إسقاط كل عجز فينا على من حولنا من الناس والظروف أحد الحواجز التي تعترض قابليتنا للتغيير. فلغة الإسقاط ممجوجة في عالم التغيير وصناعته، وأثر الآخرين علينا سواء كان سلبياً أو إيجابياً لا يلغي مسؤوليتنا في تشكيل التغيير الذي نريده لأنفسنا ، والذي لن يتم في ليلة وضحاها ، بل لابد من المرور بمراحل من النضج الداخلي الذي يمكنَا من التعامل مع المؤثرات الخارجية بوعي واختيار .

يقول إبن تيمية: "ما يصنع أعدائي بي ؟ فسجني خلوة ، وموتي شهادة ونفي سياحة " !! وهاهو الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لعمه عندما طلب منه الرضوخ لمطالب المشركين: ( والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي على أن أدع هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه) إنه الاختيار في أعلى صوره .

جذب الماضي :

هناك تشبث منا بأفعال وممارسات قد اعتدنا عليها في حياتنا اليومية تسمى عادات . وبعض هذه العادات يصعب تغييره ، وقد يخشى كثير من الناس استبدالها بعادات أخرى جديدة لذا يرفضون تغييرها لاسيما إذا كانت راسخة منذ زمن بعيد. فالعادات القديمة لا تتكيف بسهولة مع التغييرات الجديدة ، ولإحداث التكيف نحتاج إلى طاقة و إرادة كبيرة في التغلب على قوى الممانعة في تغيير كثير من عاداتنا في الطعام والنوم والتسويف والتعامل مع الآخرين .. .

ولعل التعامل بنجاح مع تحديات العادات السلوكية أو حتى الشعورية منها يطلق طاقات غير محدودة داخلنا ترفعنا إلى مستويات أعلى من القدرة على التحكم في إطار التفكير القديم ، وهو الذي يغذي استمرارية تلك العادات و استبداله بإطار تفكير سليم يضمن للجديد القبول وقد قيل: ( لا يمكن حل المشكلات بنفس الطريقة التي أوجدتها).

ثم قطع العلائق بالقدرة على الوفاء بالوعود واحترام الالتزامات الجديدة مع النفس بصرف النظر عن المشاعر والميول التي تدعو إلى غير ذلك ، ويلعب الانتصار اليومي دوره في التدرج و التحرر من رق العادة السلبية التي لا نريدها.

يقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: ( أحب الأعمال إلى الله أد ومها وإن قل) ، وقد قيل:" الأمور العظيمة تتحقق بوسائل بسيطة" .

·أسرار صناعة التغيير الذاتي:

·التخطيط للتغيير : يعنيكتابة الهدف الواضح وما يترتب عليه من التزامات تظل أمام أعيننا باستمرار.

·الوعي الداخلي : يعني إدراك الدوافع التي تقف وراء السلوكيات والأفعال التي تعيق تقدمنا نحو الهدف .

·التكثيف الحسي لما نريد: بتشكيل صورة حسية جذابة ترمز للهدف وتذكرنا به دائما سواء في مخيلتنا أومن حولنا .

·إرشاد الضمير: من خلال فهم الصواب والخطأ في كل خطوة تقودنا نحو التغيير، فالغاية لا تبرر الوسيلة.

·الإرادة المستقلة: تكون بشحذ العزيمة ورفع مستوى الإرادة والقدرة على الفعل لنأخذ زمام المبادرة الحقيقية للتحرك للأمام.

·التوفيق الإلهي: طلب التوفيق من الله والتيسير لما فيه خيرنا في الدنيا والآخرة.

من هنا نمتلك فعلاً صناعة أي تغيير نريده دون انتظار من يتفضل به علينا .




******************************************************************************


 2-: اقرأ واكتشف ذاتك


هل أنت مشارك أم منعزل ....الخ اقرأ واكتشف ذاتك
إذا كنت شخص مشارك فأنك تميل إلى الصفات التالية:
المشارك( ش )
هذه السمة الشخصية تجعلك تميل الى التمتع بصحبة الآخرين .فإن المشارك ينضم الى الجماعات
بإرادته باحثاً عن طريق لضم الآخرين في نشاطات،وقد يميل الى تجنب مهام يجب أن ينجزها
بمفرده كما يعتمد على الاتفاق الجماعي
في الرأي بخصوص القرارات الهامة وقد يتردد في تشكيل أو التعبير عن آراء شخصية ،
بدون تقييمها أولاً من قبل الجماعة . إن العضو يستمد القوة والدعم العاطفي من الانتماء
المنعزل ( ن )
هذه السمة الشخصية تجعلك تميل إلى العمل الفردي وعادات العمل المنعزلة .
إن المنعزل يشترك
في الجماعات للأسباب القصرية فقط ، وعندئذ يكون لمدة انقضاء المهمة
فقط وهو ينظر بشك تجاه الآراء المتفق عليها بإجماع وفكر الجماعة.
وعندما تلقي عليه مهام كثيرة أو صعبة على ان ينجزها فرد واحد ، يختار المنعرل ان يقسم
مهام العمل الى جزئيات يمكن إدارة كل منها من قبل افراد. إن المنعزل يستعد القوة
العاطفية من محاولته لأن يكون على مستوى المقاييس الشخصية
وليس من قبل أحكام الآخرين عليه.
بارع ( ب ):
فأنت تميل إلى التعديلات الدقيقة والتي تبدو عملية للظروف المتغيرة . ويتمكن البارع
من القيام بأكثر من مهمة في نفس الوقت، وتوشك المهام على الإنتهاء . إن الفزع من
المواعيد النهائية ، ومن عدم القدرة على التنبؤ بالمعوقات والطوارئ ، يعد حافزاً وتحدياً
للشخص البارع . وهي مسألة فخر للبارع أنه بإمكانه التعامل مع المواقف والتغلب على
المشكلات والمصاعب. وفي النهاية يرى المشاريع تصل إلى الانتهاء . إن البارع يستمد
القوة العاطفية من أحساسه بالانشغال الذاتي الدائم بالإضافة إلى اقتناعه الراسخ بأهميته
وقيمته للجماعة.
المخطط ( خ )
يميل الى وضع التفاصيل والحقائق الفردية والبيانات الإخرى في أشكال ونماذج. وعندئذ
يتشبث المخطط بتلك النماذج بشدة حيث إنها تعمل على تنظيم مجموعة مذهلة من
الأشياء غير المرتبطة.
يقاوم المخطط حصوله على بيانات غير منظمة وبخاصة الى الدرجة التي تدعم بها هذه
المعلومات الخطة المخصصة . ويستمد المخطط القوة العاطفية من اقتناعه الراسخ بأهميته
كشخص مؤثر في توجيه مجرى الأمور فيها يتعلق بالمشروعات أو الجماعات التي تفتقر
إلى التنظيم كما يستمد المخطط إلى حد ما قوته العاطفية ايضاً من طبيعة الخطة الموضوعة
أي من تناسقها والغرض منها والعلاقات المتداخلة بين أجزائها.
______________
لمفكر( ك )
إذا كنت مفكر فانك تميل نحو إيجاد ومحاولة إيجاد روابط منطقية بين
الأفكار الآراء والمفاهيم والحقائق والتفاصيل والأمثلة . ويصر المفكر على تأجيل الفعل
حتى يكتشف ما وراء الأشياء من الأسباب والتأثيرات والدقة النسبية أو تأجيل
الفعل حتى يكشف ما وراء الأشياء من الأسباب والتأثيرات والدقة النسبية أو حقيقة
الافتراضات والتأكيدات الذهنية وعند جمع البيانات ويركز المفكر على الحصول على قدر
أكبر من المعلومات ، ولكن عند الاستيعاب أو الاستدلال قد يرفض المفكر أو يؤجل
دخول أي معلومات جديدة . ويستمد المفكر القوة العاطفية من الرضا الناتج من توصله
لحلول ، يمكنه الدفاع عنها بالمنطق والحجة ، كما أن النجاح في العمليات الذهنية المتبعة
في التوصل لهذه الحلول يعد بالنسبة له أكثر أهمية من تصرف أي فرد على أساس تلك
الحلول.
___لمتعاطف ( ط )
تميل بتلك السمة الشخصية إلى التركيز على المحتوى العاطفي للمواقف التي مرّ
بها هو شخصياً أو آخرون . ويقيم المتعاطف المعلومات أو الموقف الجديد أولاً
طبقاً لاحتمالاته العاطفية: كيف أشعر تجاه الآخرون ؟؟؟ هل هناك
من سوف يتألم ؟ من سيشعر بسعادة ؟؟
وتلعب إجابته تلك الأسئلة دوراً رئيسياً في تشكيل وجهة نظر المتعاطف النهائية ، وتصرفه

تجاه المعلومات أو المواقف الجديدة . ويستمد المتعاطف القوة العاطفية من الطريقة التي يرى

بها نفسه كشخص حساس ومحب ، وعادة ما يستمدها من عرفان وصداقة كل من يوجه
إليهم تعاطفه
ا
لواثق ( ق)
تميل بك السمة الشخصية إلى الوصول إلى قرارات وأحكام وأفعال حاسمة ( وأحياناً تكون عكس
الإجراءات المتبعة ) وعادة ما يكون الواثق غير صبور على التأجيلات التي يتسبب فيها الآخرون
للتفكير المتمهل ، أو البحث أو التخطيط غالباً ما يسلم الواثق بأن الحقيقة الكاملة غير معروفة ،
ولكنه يجادل بأن هناك قدراً كافياً من المعلومات متاحا لاتخاذ القرار
ومثل تلك النوعية قد لا تنصت للمدخلات التي لا تساهم مباشرة في إنهاء المشاريع والعمليات .
ويستمد الواثق القوة العاطفية من سمعته في الجماعة كشخص موجه نحو الفعل ، وصانع قرارات
حكيمة ومن رضائه لقدراته على استخدام السلطة والجرأة لحل المشكلات والتعامل مع الشخصيات
ذات الطباع الصعبة
لباحث ( ح )
تميل بك تلك السمة الشخصية الى تأجيل الحكم والفعل ما دامت هناك فرصة للحصول على معلومات
جديدة . أن الباحث يلتمس اليقين ويشك في النتائج التي ستتحقق بدون مراعاة لأي دليل . وعادةً
ما يتجاهل الباحث قيود كل من الوقت والمصدر في إصراره على البحث عن بيانات إضافية . وعند
توصيل تلك البيانات للآخرين قد لا يكون الباحث قادراً على تنظيم وتلخيص تلك البيانات بنجاح،
حيث إن تلك النوعية من الأنشطة تتطلب نتائج تجريبية . ويستمد الباحث القوة العاطفة من متعة
البحث عن كل ما هو ثمين ومن تأثير ما يجده على التخطيط النهائي ، ومن إعجاب المجموعة عند
الإعلان عن تلك النتائج.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق