الجمعة، 23 أغسطس 2013

نحن في نهاية الطريق فهل هي بداية لطريق جديد؟



نحن في نهاية الطريق فهل هي بداية لطريق جديد؟

أم أننا حُبسنا في طريق مسدود

يشغلني كما يشغل الكثير منا حالنا الذي وصلنا إليه، فبينما راح المتصارعون على تفاحة السلطة

يتناطحون بالتلاسن أولا ثم بالتجييش والاشتباك بالأيدي إلى أن وصل الصراع إلى الاقتتال في

الشوارع والميادين والاغتيالات عند بوابة الوطن. غفلنا جميعا عن قيمة تلك التفاحة التي نتصارع

عليها وعن الوطن ذاته.

ستتفتح أعينا عما قليل جدا لنجد أن التفاحة )غاية تصارعنا( بل والوطن ذاته أصابهما العطب

والتحلل وتنتنت رائحتهما.

تخيل أنك تصحو لتجد نفسك في قبر أهيل عليه التراب بين أجساد موتى بدأت في التعفن؟

إن البيانات الموجودة في التقرير المرفق، هي بيانات منقولة عن المصادر الرسمية لوزارة المالية

المصرية والهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات قمت بجمعها واستعراضها وتحليلها

دونما تغيير في الأرقام أو المضمون ويمكن الرجوع إليها في الموقع الالكتروني

www.mof.gov.eg/Arabic/esdarate/pages/reports.aspx

وكل ما قصدته هو إحاطتكم بها ومحاولة لجذب اهتمامكم إلى المصائب الكبرى التي نواجهها بينما

نحن منشغلون مع السياسيون والقادة من كل فريق وطيف ولون يشغلوننا عنها ويدفعون بنا إلى

التصارع لنحقق لهم مكاسبهم التي يحلمون بها بينما تسقط تلك المصائب على رؤسنا نحن وأبناؤنا

وأحفادنا.

ستلاحظون في هذه البيانات التي يحتويها التقرير أن بينما كانت قيمة واردتنا الزراعية في سنة

8002 ضعف قيمة صادراتنا منها، في ذلك العام قفزت قيمة الواردات الزراعية إلى ما يقرب من

. خمسة أضعاف صادراتنا منها في عام 8008

وعلى الناحية الأخرى فان متوسط الأسعار العالمية للقمح الهم الأكبر في واردتنا يتزايد بشكل - -

حثيث.

والطامة الكبرى هي أن انشغالنا في الصراع والمناحرة والعداء مع المتصارعين أصحاب الغاية، لم

يعطنا فرصة للعمل والإنتاج. نعم، أصبحنا نستهلك أكثر ونخرب في بنية كانت تحتاج إلى الصيانة

فأصبحت تحتاج إلى ترميم ثم ويالمصيبتنا أصبحت تحتاج لإزالة الأنقاض وإعادة البناء من – -

جديد.

ولأننا اصبحنا مستهلكين غير منتجين، راحت الحكومة تلو الحكومة تمد اليد وتتسول من الداخل

والخارج بفوائد فوق ربوية فكانت ما توضحه الأرقام لكم. في يونيو 8000 الذي ميز صدور

دستور جديد بعد ثورة 82 يناير كان إجمالي قيمة الدين العام )محلي وخارجي( هو 01808

تريليون جنيها قفزت بعد عامين اثنين فقط إلى الضعف ) 01922 تريليون جنيه(.

وبينما يتزايد معدل تراكم هذا الدين تتزايد الفائدة المطلوبة لخدمته لتشكل نسب فلكية من إجمالي

الإنفاق العام الأمر الذي يصرف هذا الإنفاق عن اي حلم في صيانة وتشغيل المرافق العامة ناهيك

عن بناء شئ جديد.

لم أقصد بهذا التقرير إلقاء لوم على أي من الفرق المتناحرة أو حتى التلميح بذلك، إنما قصدت شد

الانتباه إلى حقائق علمية بحته في التعامل مع الأرقام لنرى جميعا إلى أين نحن ذاهبون بهذا الوطن

الجريح.

لكم تحياتي وأمنياتي الطيبة.

د.صلاح أحمد سليمان

أستاذ كيمياء وسمية المبيدات جامعة الإسكندرية

ومستشار مكتبة الإسكندرية

Tel: +20 3 483 9999 Ext. 5123

Fax: +20 3 482 0470

E-mail: Salah.Soliman@bibalex.org

Web Site: www.bi

هجر الكلام الذى يثير الفتن


بسم الله الرحمن الرحيم


المؤمن طوال عمره مهاجراً لأنه وقف عند قول الحبيب {وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ }[1]فدائماً يهجر ما نهى عنه الله وما حذر منه رسول الله إذا وُجدت فتن – كما نرى الآن – هجر هذه الفتن وصان لسانه وأعضاءه من الخوض فيها إلا إذا أراد أن يقول كلمة خير أو يتوسط ليصلح بين طائفتين أو يُهدئ الأمور بين فريقين وبذلك يكون قد أحسن وله كريم الأجر والمثوبة عند الله لكن لا يؤجج فتنة ولا يثير زوبعة ولا يردد الكلام الذي يزيد الأمور اشتعالاً بين الأنام يردد الكلام الذي يؤدي إلى الوفاق والذي يجلب الاتفاق

فالمؤمن دائماً وأبداً يهجر ما نهى الله عنه يهجر المعاصي ما ظهر منها وما بطن يهجر قرناء السوء {فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ }الأنعام68 ويجالس الصادقين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ}التوبة119 يهجر وسائل الإعلام التي تعمل على إثارة الفتنة وزيادة الاشتعال في صدور الأنام حتى يكون في راحة بال ويستطيع أن يؤدي ما عليه من فرائض أو ذكر أو تلاوة كتاب الله للواحد المتعال إذاً نفسي تشغلني بهذا عن الله

وقد قيل: (نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل) لأنك تحفظ ما تقوله الفضائيات وتذاكر ما تكتبه الصحف والمجلات وتقطع الوقت بالأحاديث التي تثبت أنك متابع جيد للفضائيات وقارئ عبقري لكل الصحف والمجلات لا تفوتك شاردة ولا واردة ولا رأى لفلان أو علان هب أنك جاءك أمر الله وأنت على ذلك ماذا تقول لربك؟ إذا كان الله يعاتب من شُغل بماله وأهله وماله يُنميه وأهله يقوم لهم بما كلَّفه به خالقه وباريه من مسئوليات فكيف يشغل نفسه بما لا يفيد لا في الدنيا ولا في يوم الوعيد



واقطع الوقت في نوال نفيس ؛؛؛؛؛؛؛؛ بجهاد لمحت فيه رضاه


إذا رأيت كثير من أهل هذا الزمان في خبال ويُضيعون عمرهم – كما قيل- في قيل وقال فهل يجوز لك أن تقتفي أثرهم؟ أو تمشي على منهاجهم؟ أم تمشي على منهاج سيد الأولين والآخرين وتقتفي أثر الصالحين؟ فالمؤمن ليس له وقت لقطعه في الفتن لا أقول: لا تتابع أو لا تقرأ لكن خذ الضروريات ولا تشق على نفسك بمتابعة التفصيلات واشغل نفسك بعد ذاك فالوطن كله بعد ذلك يحتاج إلى رجال قلوبهم صافية يتوجهون إلى الله بإخلاص القصد وصفاء الطوية وتُفتح لهم أبواب الإجابة ويفتح الله لهم كنوز الإستجابة فيدعون الله فيُطفئ نار الفتن إذا كان الكل مشغول البال بهذه الفتن فأين هؤلاء الرجال؟ هل نستطيع أن نستورد رجالاً من هنا ومن هناك ليدعوا لنا؟ وأين الصالحون فينا وأين رجالنا؟ نحتاج إلى بعض الصفاء وبعض الوفاء للقيام بما كلفنا الله ومتابعة حبيب الله ومصطفاه



سهام الليل صائبة المرامي ؛؛؛؛؛؛ إذا وُترت بأوتار الخشوع

يُصوبها إلى المرمى رجال ؛؛؛؛؛؛ يُطيلون السجود مع الركوع

إذا أوترن ثم رمين سهماً ؛؛؛؛؛؛ فما يُغني التحصن بالدروع


ألسنا في أمَسِّ الحاجة الآن إلى هؤلاء الرجال؟ ومن هم غيركم على أن تسدوا الباب لهذا اللغط الدائر في كل مكان وتتوجهون بإخلاص الطوية وصفاء النية أن يطفئ الله هذه النار المشتعلة في الصدور لو كانت نار متوهجة في المباني لاستعنا بمطافي أمريكا واليابان وغيرها لتطفئها لكنها نار في الصدور لا يُفلح في إطفائها الكافرون ولا المشركون ولا المساعدون ولا المعاونون لا يُطفئها إلا من يقول للشيء كن فيكون فنسأل الله أن يطفئ نار الكراهية والغضب والإحن في الصدور

فيجب أن نهجر لغو الكلام وكل ما يتعلق بالذنوب والآثام وكل ما يغير قلوب الخلق نحو دين الإسلام لأننا نقدم صورة قبيحة للإسلام في العالم كله أخطأ البعض فظنوا أنهم على الحق بينما لو نظر هؤلاء وهؤلاء لوجدوا أنهم يُسيئون إلى دين الله لأن العالم الغربي والأمريكي وغيره يُشنعون علينا الآن أن هذا هو الإسلام قوم مختلفون ومتفرقون ولا يجتمعون ويُراهنوا على أنهم لن يجتمعوا أبداً لأنهم وصلوا إلى طريق مسدود وهل هناك بين أي مسلم وأخيه طريق مسدود؟ ولماذا؟ من أجل الدنيا أو المناصب أو المكاسب صحيح أن هؤلاء يُسيئوا إلى الإسلام لأنهم لم يتربوا على مائدة المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام فما أولانا أن نلفت نظر الناس ونظرهم إلى السُنَّة المباركة التي رباها الحبيب وكيف كان تعاملهم مع بعضهم
[1] صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود


منقول من كتاب [أمراض الأمة وبصيرة النبوة]

الموقع الرسمى لفضيلة الشيخ فوزى محمد أبوزيد


الجمعة، 9 أغسطس 2013

التفكير السليم








يعتبر الإدراك الواعي لمصادر الخطأ في التفكير هو المصدر الرئيس الذي نستطيع أن نعتمد عليه لتحسين تفكيرنا. وكلما ازداد تفكيرنا وضوحًا, كلما أصبحنا أفضل في اتخاذ القرارات, وحل المشاكل, وأيضًا في وضع الأمور في منظورها السليم. وإذا حافظت على التفكير السليم فسوف تصبح أكثر قدرة على وضع الأمور في منظورها الحقيقي, والتفكير السليم ليس دائمًا سهلاً إذ أنه من الصعب أن تفكر بطريقة منطقية ـ أي ترتيب النتائج على المقدمات ـ.


والتفكير السليم ووضع الأمور في نصابها من الرزق الوفير الذي يسوقه الله إلى العبد, وهو الحكمة التي تجعل الإنسان يضع الأمور في نصابها الحقيقي, وقد امتن الله على أصحاب العقول وأولي الألباب, ووصف أصحاب الفهم السليم بأنهم أصحاب العقول والنهى. ولكي نفكر بصورة سليمة علينا أولاً أن نتجنب الأخطاء التي تضللنا في تفكيرها.


احذر من:


1ـ النظريات والافتراضات من الممكن أن تنزلق إلى الأحكام المسبقة,


فالأحكام المسبقة مثل المعتقدات بشأن الخصائص العرقية أو الاختلافات بين الأجناس, تعتبر أمثلة جيدة للنظرات التي قد تسبب انحيازًا في أحكامنا, وتجعل من الصعب تغييرها. وعن طريق النظر إليها بمزيد من التفصيل يمكننا أن نكشف بعض الأساليب التي تظل بواسطتها المعتقدات باقية في مواجهة الأدلة التي لا تؤكدها.


لنتصور مثلاً ذلك الاعتقاد بأن الأطفال الذين يستغرقون وقتًا طويلاً لكي يتعلموا القراءة هم أقل ذكاءً من الآخرين. ولتوضيح ذلك بمثال:


هناك صديق لك بارع جدًا ولكنه كان بطيئًا في تعلم القراءة فكيف ستتعامل مع ذلك الاعتقاد؟


أ ـ المعلومة التي لا تتلاءم يتم إسقاطها من الاعتبار, وتقرر أن صديقك البارع ولكنه البطيء في القراءة هو الاستثناء الذي يؤكد القاعدة.


ب ـ المعلومة التي لا تتلاءم يتم تحويرها, حيث إن فصله كان مليئًا بأطفال مميزين ولذلك كان بطيئًا بالنسبة لهم.


جـ ـ إزاحة المعلومة غير المتلائمة؛ لأن العقل ليس لديه القدرة للتعامل مع المعلومة المتناقضة.


إن ما نراه ونلاحظه ونهتم به ونتذكره إنما يتقرر من عدة نواحي بواسطة معتقداتنا وإطاراتنا, ونظرياتنا الموجودة لدينا من قبل, أكثر من أن يكون العكس صحيحًا.


ولكي نتجنب هذا النوع من الأخطاء الشائعة علينا بالآتي:


أـ ابحث عن الدليل الذي لا يؤكد اعتقادك أكثر من الدليل الذي يؤكده.


فإذا كنت تعتقد أن جميع البجع لونه أبيض فإن اعتقادك يمكن فقط أن يتغير, ويتلاءم مع الحقيقة إذا بحثت عن البجع غير الأبيض.


ب ـ عندما تصادفك أمثلة لا تتلاءم مع مفاهيمك المسبقة, اعمل على التأكد من التفكير فيها وتذكرها.


جـ ـ اجعل ما تفضله وهواك بعيدًا,


وذلك يعني أمرين: ـ أن تعرف ما هي؟ ـ وأن تصبح مدركًا كيف يمكنها أن تنسب في انحياز قدراتك عن التفكير العقلاني.


د ـ لا تقلق بشأن تعديل أفكارك أثناء تقدمك, ومن الممكن أن تتحول المعتقدات والنظريات والافتراضات تدريجيًا بمرور الوقت, أو تتغير فجأة.


2ـ ما يطرأ على الذهن ونحن نميل جميعًا إلى إعطاء قيمة مُبالغ فيها للأشياء التي تطرأ على الذهن.


والمشكلة أن الذي يطرأ على الذهن في وقت معين تقرره غالبًا عوامل هامشية, مثل الترتيب الذي تتم به الأشياء أثناء العمل, أو إذا كنت تشعر بالقلق أو تشعر بالإحباط نحوها. وكذلك فإن للأحداث الحيوية, أو البارزة عاطفيًا تأثيرًا هائلاً على طريقة تفكيرنا.


إن شعورك بالرضا عن أمر فعلته سوف يجعلك تظن أنه يستحق أن تفعله ثانية, وشعورك بعدم الرضا عنه سوف ينفرك منه. وللتغلب على هذه المشكلة يجب مراعاة الآتي:


أ ـ خذ وقتًا كافيًا عند التفكير في أمر ما. حيث إن الأحكام الخاطفة أكثر عرضة للتأثر المبالغ فيه بالأمور التي لا علاقة لها بالموضوع من الأحكام المدروسة.


ب ـ حاول أن تبتعد عن المشاعر الساخنة إذا كانت مشاعرك ذات صلة قوية, بأنه من الممكن أن يتغير تفكيرك عندما تتغير مشاعرك.


جـ ـ اختبر أفكارك مع الآخرين, وذلك لأن استخدام عقلين بدلاً من عقل واحد يعتبر وسيلة جيدة للتقليل من التحيز.


3ـ آراء الآخرين على الرغم من أن الاستفادة من آراء الآخرين لها دور مهم في استقامة الفكر, ولذلك شُرع سؤال العلماء, وكذلك مدح الشورى في القرآن والسنة, ولكن على الرغم من ذلك يمكن أن يكون في بعض الأحيان هناك تأثير سلبي على آرائنا بسبب الآخرين ومن











هذه الحالات: أننا نميل إلى تصديق الناس الذين نعجب بهم, حتى عندما تكون آرائهم ربما ليست مبنية على معلومات صحيحة بوجه خاص. وكذلك فإن أسلوب العرض البارع قد يكون له تأثير على تفكيرك بغض النظر عن المحتوى الذي يحتويه هذا المعروض, فإذا تعلمت مثلاً أن تعبر عن نفسك في ثقة وقوة فسوف يصبح من الأرجح أن يستمع الناس إليك. وكذلك يمكن خداعنا كثيرًا بما يسمى الحقائق العلمية, أو الدراسات المتأنية أو الأبحاث المتخصصة, وقد لا تكون كذلك, فيجب علينا أن نُبقي عقلنا متيقظًا ونتعلم المزيد عن كيفية تقييم المعلومة التي تُقدم إلينا, ونحذر من التضليل والخداع.

وفي الحقيقة كذلك يختلف الناس اختلافًا هائلاً في المواقف المختلفة وهم يتأقلمون وفقًا للطلبات المطروحة, ويختلفون عندما تتغير الظروف والأوقات, ولذلك فإن علينا أن نحذر من تصنيف الآخرين, أو أنفسنا, وكأن ردود أفعالنا وتصرفاتنا ثابتة.

4ـ الارتباط العقلي بين الأفكار قد ترى أحد السياسيين في لقاء مصور, وقد فوجئ باللقاء وهو غير مستعد, ويرتدي قميصًا متجعدًا, وشعره غير ممشط, ويبدو مظهره مثل البروفيسور التائه الذهن أكثر من السياسي الشهير, وينبع حكمك عليه من ملبسه.

ويقول الشاعر: وترى المرء الصغير فتزدريه

ويحمل في جنبيه أسدً هصورًا

ولتجنب ذلك: ـ عندما نلاحظ أن شيئين يتشابهان اسأل نفسك كيف يختلفان؟ ـ افحص توقعاتك واسأل نفسك على أي الأسس ترتكز.

الخميس، 8 أغسطس 2013

كن إيجابيا.. وإليك الطريقة!

كن إيجابيا.. وإليك الطريقة!






التحلي بصفة الإيجابية شيء جوهري في طريق تميز الواحد منا وتقدمه، بل يمكنني الادعاء بأن الخط الفاصل بين كونك شخصا عاديا وشخصا متميزا يتوقف على مدى تمسكك أو عدمه بأفعال وسلوك الإيجابيين..



والإيجابية صفة يتم زرعها في الواحد منا منذ صغره عبر والديه، ومدرسيه، والمحيط الذي يعيش فيه، لذلك تستطيع أن ترى بوضوح كيف أن هناك شعبا بأكمله يتمتع بتلك الصفة، بينما شعب آخر يتسم بالسلبية، وهي عكس الإيجابية.



الأمر أعزائي ببساطة خاص بالصورة الذهنية والانطباع العام الذي كوّنه المرء منا عن نفسه، خلال سنوات عمره الطوال، وعن مخزون الكلمات والأفعال التي تعرّض لها.



خذ عندك مثلا طفلا يخرج من بيت يؤمن بأحقية الطفل في التجربة والخطأ، ويرى أن أكبر ميزة يمكن تقديمها للطفل هي منحة الفرصة تلو الأخرى في سبيل التعبير عن نفسه، واكتشاف مواهبه.



الطفل هنا لا يسمع سوى كلمات التشجيع، والحث الدائم على فعل الشيء الجيد، دون التعرض لشخصيته ولا بنائه النفسي أو الفكري بأي سوء.



يختلف الأمر يقينا بين هذا الطفل، وآخر تربّى على أن الخطأ لا يمرّ دون عقاب، حتى وإن كان خلفه اجتهاد يستحق الشكر والثناء، مما ينمي لديه اتجاها للزهد في التجريب أو إعطاء الاقتراحات الجديدة، ومن ثم التفكير بشكل مبدع مختلف، هو يرى أن الطريق الآمن هو الطريق الذي سلكه مَن قبله، وبالتالي يكفيه دائما العيش على هامش الحياة!.



إنها لجريمة كبيرة تلك التي يرتكبها معشر المربين تجاه أبنائهم عندما يزرعون فيهم صفات السلبية والرضا بأقل القليل، ثم يذهبون لنقدهم بعد ذلك وتوجيه أصابع الاتهام إليهم.



ولا شك أن هناك سؤالا قد تبادر إلى ذهنك وهو:



هبْ أنني ولدت لأبوين لم يدركا أهمية شحذ همتي والدفع بي إلى الإجادة وتحسين صفة الإيجابية لديّ، حتى أصبحت أفتقر إلى تلك الصفة الهامة، مما أثر عليّ في حياتي، أليس هناك حل نستدرك به هذا الخلل؟!



والإجابة: نعم هناك خطوات ونصائح ستأخذ بيدك إلى تمثل تلك الصفة الهامة، دعني أخبرك بأهمها:



فرق بين ضعف الإرادة وضعف القدرة: معظمنا إذا ما واجهَنا تحدٍّ ولم نستطع تخطيه لا نوجه إصبع الاتهام نحو همتنا وإرادتنا، وإنما نلقي بتبعة هذا على قدراتنا وإمكاناتنا.



فنقول مثلا: " للأسف لم أولد غنيا، ولا أملك مالا كافيا"، أو: "ليس لي قريب في مركز مرموق في الدولة كهذا أو ذاك"، أو ربما يقول في يأس وقلة حيلة: "لا أستطيع".



وهذه الحجج في الغالب ليست صحيحة، وقدراتنا في معظم الأحيان بريئة، وإنما الأمر يتعلق بالإرادة والهمة والحماسة.



الشخصية الإيجابية لا تركن إلى الاستسلام بحجة عدم القدرة، وإنما تواجه نفسها دائما، وتوقظ همتها إذا ما وجدت لديها ميلا للكسل والدعة.



تخبرك عند الفشل أنها قصرت في أداء المطلوب، وأنها ستهتمّ بتدارك الأخطاء لاحقا.



إن غياب الإرادة هو معقد بلاء كثير من الناكصين، وعندما تغيب الإرادة تغيب بدورها الإمكانات، وإلا قل لي بربك كيف أكتشف إمكانات التخطيط والإبداع والرؤية السليمة لديّ وأنا لم أتسلح بإرادة تدفعني إلى التنقيب داخل نفسي واستخراج مواهبها؟!







اخرج من دائرة الموقف إلى دائرة التأثير: عندما يحدث للمرء منا موقف سيئ، نكون إزاءه أحد شخصين: إما أن نقف أمام الموقف ونبكي، ونولول، وإما أن نتوجه بسرعة إلى الانتقال لدائرة التأثير، ونبدأ في البحث عن الطريقة المثلى للتغلب على هذا الموقف أو المشكلة.



أو بشكل آخر أنت مخيّر بين أن تفكر من الداخل إلى الخارج، أو من الخارج إلى الداخل!.



إما أن تسيطر المشكلة أو الأزمة عليك، وتبدأ في التشعب بداخلك، وإما أن تسيطر أنت على المشكلة، وتقوم بقصّ أطرافها قبل أن تكبر وتصبح أكبر من روحك.



النبي صلى الله عليه وسلم له رؤية بديعة لهذا الأمر، فنراه يقول في الحديث الشريف: "لا تقل لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل".



فعندما تقع في مشكلة أو كبوة تخلَّ سريعا عن "لو" التي تدفعك إلى اللوم الدائم، واعبر الكبوة والمشكلة، وابدأ من فورك في استعراض الحلول.



سيطر على هوى النفس: البحث عن الراحة والخمول هو مطلب الجسد، ومعظمنا إذا لم يقاوم ميل نفسه إلى الدعة والكسل كان أبعد ما يكون عن المبادرة والإيجابية.



كما أن النفوس قد يصيبها الشطط والجنوح فتطلب ما حرم الله أو ما خالف العُرف والقانون، الشخص الإيجابي هنا هو الذي يملك زمام نفسه، ويحصّنها ضد الأهواء والمطامع، ويجبرها على خوض المعارك والصعوبات.



إن معظم من خسروا في معارك الحياة، كانت خسارتهم أول الأمر ذاتية، فتعثرهم أمام شهوة أو مطلب غير مشروع أخرجهم عن جادة طريق التفوق والنجاح، وأخذهم إلى دوامة الفشل والكبوات الدائمة.



من نافلة القول التأكيد على أن الانتصار على النفس لا يكون على طول الطريق، فكوننا بشر يجعلنا قد نخطئ كثيرا، لكن الإيجابي هو الذي يصحح مواقفه دائما، ويستفيد من أخطائه، ويكون عنفوان روحه أكبر من تسلط شهوته.



اقرأ نفسك جيدا: كل شخص منا يمتلك قدرات ومهارات ومواهب، كما أن لديه أيضا عيوبا ومشكلات وثغرات، الشخص الإيجابي هو الذي يقف على نقاط قوته ويحاول تنميتها دائما، ويقف كذلك على عيوبه ويحاول جبر خللها، ومعالجتها.



وقراءة المرء منا لنفسه تحتاج إلى بصيرة، وحكمة، وهاتان الصفتان يمكن للمرء تنميتهما من خلال القراءة والجلوس بين يدي المحنكين أصحاب الخبرة والحكمة، والسماح للآخر -ممن نثق برأيه- في نقدنا وقول رأيه فينا.



أعود لأؤكد أن الشخصية الإيجابية شخصية قادرة على معرفة نفسها جيدا، ورؤية نقاط القوة والوثوق بها، ومعالجة الخلل والعيوب في شخصيتها بشكل دائم.



لا تُصدّق كل ما يقال لك عن نفسك: الشخصية الإيجابية تقبل النقد، وتنظر بتأمل بداخلها إذا ما نبهها أحد إلى خلل أو عيب فيها، لكن هذا لا يعني أنها مزعزعة الوجدان، أو رخوة الثبات.



ومن خلال نظرة متأملة نرى أن كثيرا من السلبيين كوّنوا سلبيتهم من خلال تصديقهم لما يقال لهم عن أنفسهم، وأيضا كثير من المعتدّين برأيهم وصلوا إلى هذه الصورة من خلال الثناء المبالغ فيه.



إن الشخص الإيجابي لا يمل من الجلوس مع نفسه بين فترة وأخرى، فينظر إليها نظرة شاملة متفحصة، كي يقف على الأبعاد الحقيقية لشخصيته، بعيدا عن رؤية الآخرين له.



أدِرْ بذكاءٍ أصولك الثابتة: الجميع لديه 24 ساعة في اليوم، وكلنا -ما عدا أصحاب الإعاقة- نملك يدين وعينين، وقدمين، وعقلا ومشاعر!.



الشخص الإيجابي ينطلق في الحياة ويتميز من خلال الإدارة الجيدة لوقته، والتعامل الحازم مع مؤهلاته الشخصية، وتوظيفها بشكل جيد سليم، الشخص السلبي لا يرى هذه الأصول، هو فقط يرى أنه بحاجة إلى رصيد في البنك، وأبٍ غني، وأهل يحتلون مراكز مرموقة في أجهزة الدولة!.



الشخص الإيجابي يدرك أن الذكاء لا يكفي، والمال لا يكفي، والتاريخ العظيم أيضا لا يكفي.



الشيء الأكثر تأثيرا في التميز -على الصعيدين العام والشخصي- هو مدى ذكائنا في إدارة الأصول الأساسية، مدى قدرتنا في المحافظة على إشراق الروح، وانتعاش العقل، والإدارة الصحيحة للوقت، والتعلم الدائم.



بلا شك سنكون متجنين إذا قلنا إن الظروف الجيدة لا تصنع فارقا، فمما لا يمكن معارضته أن الوضع الجيد يساعد المرء على صنع التأثير الذي يرجوه بشكل أفضل مما لو كانت ظروفه سيئة، لكن بغض النظر عن جميع الظروف التي تواجهنا، فالشخص الإيجابي يُعرف بأنه لا يستسلم للظروف السيئة، لكنه يستثمر وبنجاح الظروف الجيدة أو المساعدة.



يبذل ما عليه في جميع الأحوال، ويدير إمكاناته بشكل مميز.



افهم فلسفة الفشل: أجبني عن أسئلتي القادمة من فضلك:



- .. للموضوع بقية ، منقول من موقع الابداع و التنمية البشرية قسم علم النفس .

الموضوع الأصلي : http://www.elebda3.com/sub671