الجمعة، 23 أغسطس 2013

نحن في نهاية الطريق فهل هي بداية لطريق جديد؟



نحن في نهاية الطريق فهل هي بداية لطريق جديد؟

أم أننا حُبسنا في طريق مسدود

يشغلني كما يشغل الكثير منا حالنا الذي وصلنا إليه، فبينما راح المتصارعون على تفاحة السلطة

يتناطحون بالتلاسن أولا ثم بالتجييش والاشتباك بالأيدي إلى أن وصل الصراع إلى الاقتتال في

الشوارع والميادين والاغتيالات عند بوابة الوطن. غفلنا جميعا عن قيمة تلك التفاحة التي نتصارع

عليها وعن الوطن ذاته.

ستتفتح أعينا عما قليل جدا لنجد أن التفاحة )غاية تصارعنا( بل والوطن ذاته أصابهما العطب

والتحلل وتنتنت رائحتهما.

تخيل أنك تصحو لتجد نفسك في قبر أهيل عليه التراب بين أجساد موتى بدأت في التعفن؟

إن البيانات الموجودة في التقرير المرفق، هي بيانات منقولة عن المصادر الرسمية لوزارة المالية

المصرية والهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات قمت بجمعها واستعراضها وتحليلها

دونما تغيير في الأرقام أو المضمون ويمكن الرجوع إليها في الموقع الالكتروني

www.mof.gov.eg/Arabic/esdarate/pages/reports.aspx

وكل ما قصدته هو إحاطتكم بها ومحاولة لجذب اهتمامكم إلى المصائب الكبرى التي نواجهها بينما

نحن منشغلون مع السياسيون والقادة من كل فريق وطيف ولون يشغلوننا عنها ويدفعون بنا إلى

التصارع لنحقق لهم مكاسبهم التي يحلمون بها بينما تسقط تلك المصائب على رؤسنا نحن وأبناؤنا

وأحفادنا.

ستلاحظون في هذه البيانات التي يحتويها التقرير أن بينما كانت قيمة واردتنا الزراعية في سنة

8002 ضعف قيمة صادراتنا منها، في ذلك العام قفزت قيمة الواردات الزراعية إلى ما يقرب من

. خمسة أضعاف صادراتنا منها في عام 8008

وعلى الناحية الأخرى فان متوسط الأسعار العالمية للقمح الهم الأكبر في واردتنا يتزايد بشكل - -

حثيث.

والطامة الكبرى هي أن انشغالنا في الصراع والمناحرة والعداء مع المتصارعين أصحاب الغاية، لم

يعطنا فرصة للعمل والإنتاج. نعم، أصبحنا نستهلك أكثر ونخرب في بنية كانت تحتاج إلى الصيانة

فأصبحت تحتاج إلى ترميم ثم ويالمصيبتنا أصبحت تحتاج لإزالة الأنقاض وإعادة البناء من – -

جديد.

ولأننا اصبحنا مستهلكين غير منتجين، راحت الحكومة تلو الحكومة تمد اليد وتتسول من الداخل

والخارج بفوائد فوق ربوية فكانت ما توضحه الأرقام لكم. في يونيو 8000 الذي ميز صدور

دستور جديد بعد ثورة 82 يناير كان إجمالي قيمة الدين العام )محلي وخارجي( هو 01808

تريليون جنيها قفزت بعد عامين اثنين فقط إلى الضعف ) 01922 تريليون جنيه(.

وبينما يتزايد معدل تراكم هذا الدين تتزايد الفائدة المطلوبة لخدمته لتشكل نسب فلكية من إجمالي

الإنفاق العام الأمر الذي يصرف هذا الإنفاق عن اي حلم في صيانة وتشغيل المرافق العامة ناهيك

عن بناء شئ جديد.

لم أقصد بهذا التقرير إلقاء لوم على أي من الفرق المتناحرة أو حتى التلميح بذلك، إنما قصدت شد

الانتباه إلى حقائق علمية بحته في التعامل مع الأرقام لنرى جميعا إلى أين نحن ذاهبون بهذا الوطن

الجريح.

لكم تحياتي وأمنياتي الطيبة.

د.صلاح أحمد سليمان

أستاذ كيمياء وسمية المبيدات جامعة الإسكندرية

ومستشار مكتبة الإسكندرية

Tel: +20 3 483 9999 Ext. 5123

Fax: +20 3 482 0470

E-mail: Salah.Soliman@bibalex.org

Web Site: www.bi

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق