الخميس، 14 يناير 2010

إدارة التغيير الفعال


إدارة التغيير الفعال

"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" الرعد آية 11




مقدمة

عندما كنت شابًا ، لم يكن لخيالي حدود وحلمت بتغيير العالم .

مع تقدمي في العمر واكتسابي لبعض الحكمة أدركت أنني لن أغير العالم .

قررت أن أضيق نظرتي وأغير بلدي فقط .

لكن هذا أيضًا بدا شيئًا مستحيلاً.

ومع دخولي في خريف العمر ، فكرت في محاولة أخيرة .

أن أغير عائلتي فقط ، أقرب الناس إلي.

لكن ، يا للأسف ، لم يقبلوا بشيء من هذا.



وها أنا الآن أستلقي على فراش الموت ، وقد أدركت (للمرة الأولى) أنني لو حاولت تغيير نفسي أولاً فلربما كنت قدوة تتأثر بها عائلتي ، ولربما استطعت بدعمهم وتشجيعهم أن أحسن بلدي ، ومن يعلم فربما كنت استطعت أن أغير العالم.[1]


نحن نحتاج التغير ( أحد النظريات التي تفسر انقراض الديناصورات هي عدم تغيرها وتكيفها مع محيطها). وبعض الاضطراب والشك مطلوب ،كما أخبرنا القرآن عن شك سيدنا إبراهيم.





*****************************************************************************

قواعد أساسية للتغير:


1- الرغبة الصادقة في التغيير 2- التغير يبدأ من النفس (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

3- ليس المهم ما يحدث لك المهم كيف تتعامل مع ما حدث لك (هيلن كيلر) 4- أنت المسؤول عن التغير 5- العزيمة سر النجاح ( لذلك كان أفضل البشر هم أولو العزم من الرسل : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلوة والسلام).





استراتيجيات التغيير

[2]

أولاً اتخذ القرار:

( ابدأ من النهاية وتخيل إذا مت ماذا تحب أن يقول عنك الناس ) المشكلة هي في عدم اتخاذ القرارات ، لذلك أحيانا تجد في بعض المعاملات الحكومية أكثر من 30 توقيع لماذا لأنهم يريدون التنصل من المسؤولية.

· غير عاداتك : ما نفعله دائما هو مايغير حياتنا وليس ما نفعله أحيانًا ، إذا أردت التحكم بحياتك فتحكم بأفعالك المستمرة، والعادات كما يقول العلماء تأخذ 21 -30 يوم تقريبا لتستقر وتصبح عادة ، مثل الكتابة والمشي وقيادة السيارة (بالمنقل العادي) ، تذكر كم وقعت حتى تمشي، وكم كان خطك سيئا قبل أن تحسن الكتابة ، وكم انطفأت السيارة عندما بدأت بتعلم قيادتها، ولذلك كان شهر رمضان الكريم أشبه بكورس تدريبي لتغيير العادات ابتداء بعادات الأكل والنوم والعبادة ... الخ، مما يجب أن يستمر لما بعد رمضان.






· إذا لم تتخذ قرارا بتسيير حياتك بطريقتك فستسير كما اختارها لك آخرون (قاعدة 10-90.)

· إذا فشلت بالتخطيط فقد خططت للفشل.

الطرق العملية لاتخاذ القرار :


1- حدد ماذا تريد وليس مالا تريد مثلا : لاتقل لا أريد أن أكذب ولكن قل أريد أن أكون صادقا .

2- اعمل لتنفيذ القرار ( والعمل هو الفرق بين الناجح والفاشل) .

3- غير اجراءاتك حتى تصل لمبتغاك ( إذا عملت ما تعودت عمله فستحصل على ما تعودت الحصول عليه).

4- التكرار (أم المهارات ).

5- اتخاذ قرار خاطئ ليس مشكلة ، أخطاؤنا تصوب قراراتنا ، كل مجتهد مأجور ( تغلب على الخوف) ، لا توجد أخطاء في الحياة فقط تجارب.






- مجتمعاتنا لا تربي على اتخاذ القرار تنهى عن كل صغيرة وكبيرة ، المدرسة تقتل الإبداع وفي العمل طريقة الرئيس والمرؤوس .

ثانيًا :خطط لحياتك

( التخطيط سمة العقلاء والناجحين) لاتتركها للظروف.

1- خطط لأهدافك بالإيجاب ( أريد أن أكون عالمًا) 2- ادرس أثر الهدف ( هل هذا ماتريد ؟) ، وإذا حصلت على هذا الهدف الآن فهل سأقبله؟.

3- خطط على المدى البعيد ، في كتاب First thing first ، لستيفن كوفي يقول: عادة ما نحصل على أكثر مما نريد في الخطط طويلة المدى وأقل مما نريد في قصيرة المدى .


التزم بالمتابعة ، اكتب مثلا في أعلى الصفحة 2020م واكتب في كل مجال ما تريد الوصول إليه :

الإيماني : حفظ القرآن كاملاً ، حفظ 2000 حديث.

المادي : راتب شهري 10 آلاف ريال، محل لبيع ....



الفكري : قراءة 200 كتاب .






4-ضع تفاصيل الخطة في كل خانة



5-تخيل النتائج بالألوان على شاشة كبيرة لها أصوات وتتحرك مشاعرك

ثالثًا: برمج نظام اعتقادك وفق ما تريد

[3]

(الاعتقاد : النظام الأقوى في التغيير). كل عمل وراءه اعتقاد( ليس ديني بالضرورة مع أنه الأقوى).

ولأهمية الاعتقاد يمكننا ملاحظة تركيز الخطاب النبوي في المرحلة المكية على الاعتقاد ل13 سنة قبل الهجرة إلى المدينة وبناء الدولة


************************************************************************.

أشكال الاعتقاد:

1- الاعتقاد الخاص بالذات:

وهو أقوى أنواع الاعتقاد ، وكمثال على ذلك بطل الملاكمة الأمريكي محمد علي كلاي الذي كان يردد دائمًا: " أنا أعظم ملاكم ، أنا أعظم ملاكم" وقد سئل في لقاء تلفزيوني عما يمكن أن يصنع بطلاً عظيمًا فكان جوابه " لكي تكون بطلاً يجب أولا أن تؤمن وتعتقد أنك الأحسن".

2- الاعتقاد فيما تعنيه الأشياء:

مثلا البعض يعتقد أن معنى النجاح في الحياة هو جمع مليون ريال ، أو الحصول على شهادة دكتوراه أو الشهرة .

3- الاعتقاد في الأسباب :

وهذا يتناول الدافع الذي يقف وراء أي موقف نتخذه ومن الأمثلة على ذلك :

- التدخين يسبب لي الاسترخاء .

- أنا عصبي لأني تربت على هذه الطريقة.

4- الاعتقاد عن الماضي :

إن اعتقادك عن تجربة معينة مررت بها في الماضي سواء كانت إيجابية أو سلبية ستؤثر على حاضرك ومستقبلك.

5- الاعتقاد بالمستقبل

مثل الشباب والفتيات الذي يتخرجون من الجامعات و يعتقدون أن معظم الخريجين لا يجدون فرصًا للعمل ، والحقيقة أنه توجد فرص ولو كانت قليلة فكل ما عليك هو المحاولة وإذا لم تجد فحاول مرة ثانية وثالثة حتى تجد ، وليس صحيحًا أنك ستصبح في أعلى سلم الوظائف من البداية ولكن عليك أن تقبل بالمرتبة الأقل منها ثم تتدرج حتى تصل لما تطمح إليه وقصص الناجحين زاخرة بهذه الأمثلة .

في مثال التدخين يكون الاعتقاد عن المستقبل "أنني لا أستطيع أن أتخيل نفسي بدون سجاير وسأظل أدخن طوال عمري ولكن ما أن يصاب هذا المدخن بمرض خطير حتى يصبح اعتقاده للمستقبل " أنني لن أعود للتدخين مرة أخرى


".



أمثلة على الاعتقادات

أمثلة سلبية: العمل يتعبني ، لا أتحكم بأعصابي ، سأفشل ، لا أخطط ، لا أحفظ .

أمثلة إيجابية : العمل يحفزني ، المتوكل منصور ، الشدائد تبني الرجال ، إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، في الحركة البركة ، المشكلات مفتاح التغيير، أعظم الكرامة لزوم الاستقامة، الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة، المؤمن مثل النحلة ما أخذت منها من شيء ينفعك، نعم المال الصالح للعبد الصالح ، مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير من آخره.

قناعات اجتماعية سلبية: الإعلام هابط، الجنسية الفلانية سيئة، الخير يخص والشر يعم، العالم يحتضر ،

قناعات اجتماعية ايجابية: المجتمع كالبستان فيه الشوك لكن غالبه أخضر، نوايا الشعوب بريئة، الدنيا خضرة حلوة، المال والبنون زينة الحيوة الدنيا، والاعتقاد كالطاولة له أرجل أركان لدعم والتدليل على الاعتقاد ، بينما الفكرة ليس لها أدلة، القناعة إذا رسخت فقد أصبحت غير قابلة للسؤال، وهي تملك القوة لتحطيمنا أو تحسيننا وأقوى الاعتقاد اليقين.

س : كيف أغير اعتقاد أو قناعة؟

1- استشعر مضرة الاعتقاد القديم ومنفعة الاعتقاد الجديد ، كل عمل يقيسه الإنسان بالمنفعة والمضرة.

2- اخلق شكا.

3- نفذ اعتقادك الجديد بالتكرار ، علما أن العقل يخلق اعتقاد عند التكرار 6-20 مرة حسب الحالة.

4- اتخذ قدوة ممن مشى في الطريق وجنى النتائج الإيجابية ، فاعتقد باعتقاداته وتحرك حركته وهيئ بيئة محيطة كبيئته.

رابعًا :تحكم في تصرفاتك.

( ماينتج عن القرار والخطة والاعتقاد).

- مصادر التلقي لدى الإنسان 6 : البصر والسمع واللمس والشم والتذوق والحس .

ووفقا لمصادر التلقي نكون خرائط عن الأشياء ( الإدارك الحسي) ووفقًا لها نتصرف:-

1- لفظية 2- غير لفظية :- أ. نبرة الصوت ولها 38% من التأثير

ب. الحركات التعبيرية 55% من التأثير: 1- التواصل بالعين 2- الأيدي 3- الإيماءات الجسدية.


-


انتبه لخرائطك فالناجحون العقلاء لايعممون كي لاتتكون لديهم خرائط.

- الخرائط ليست الحدود ، سوف تتحول لسلوك


.

معلومة ///مصادر ///تلقي الإدارك /// مصادر التعبير


.

1- انتبه للمعلومات فليس كلها صحيحة ( من تنوعت مشاربه كان في النقل أفضل).

2- نمي حواسك (احكمها) ......... 3- اضبط الإدراك : أ. التفكير(الرئيس على الاثنين) ب. الذاكرة (الماضي) ، الخيال (المستقبل).

اشغل تفكيرك بالمفيد وإلا شغلك بالمضر، تحكم بتفكيرك تنقاد لك الحياة .

4-تعلم فن التعبير.

نظريات في التغيير

أ‌. التحكم بالتصرفات : طريقة إعادة الأطر.

1- تغيير إطار المعنى (Meaning Reframing)

ويشمل تغيير المعنى السلبي والإيجابي ويكون التطبيق فيه فوريًا.

كيف أستفيد من هذا الحدث؟ وراء كل حدث رسالة إيجابية

(ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ومازادهم إلا إيمانًا وتسليمًا).

مثال : جاء رجل إلى د. باندلر مؤسس علم الNLP يشتكي له تصرف زوجته وهي دقتها الشديدة في الشراء ، بحيث إذا أرادت أن تشتري شيئًا فإنها تطلع على جميع البضائع المشابهة ثم تشتري ما تريد مما يستغرق ساعات ، فأجابه باندلر هل تعني أن زوجتك قد اختارتك زوجًا لها من بين جميع الرجال الذين رأتهم!

2- الخطوات الست لإعادة الأطر( 6 Steps Reframing) ويتم التطبيق فيه تدريجيًا

1- حدد المشكلة ( أنا غضوب) .2- تأكد أنها مشكلة . 3- حدد الدوافع الإيجابية ( أنا أغضب لآخذ حقي )

2- ضع بدائل دوافع إيجابية ( الجانب المبدع الذي يضع الحلول فقط ، لا يحلل) . 5- نفذ الحلول.6- اختبر التصرف الجديد (بالخيال والواقع).



ب. دراسة البروفيسور Prosci للتغير في أي أمر أجريت على أكثر من900 منظمة في 59 دولة.[4]

المرحلة الأولى : ما قبل البحث والتحري (الاسقاطات) عندما أكون في مشكلة أو أحتاج للتغير ولكني ألوم الناس ولا أعترف أصلا بوجود المشكلة .

المرحلة الثانية: البحث والتحري ( الاعتراف بالحاجة للتغير) .

المرحلة الثالثة :الإعداد(السؤال والاستشارة والاستخارة ثم التخطيط).

المرحلة الرابعة :التنفيذ (التطبيق والنتائج)

بعض الناس يطلب التغيير والحل على أنها حبة تتناول أو ينتظر معجزة لتحدث ، مع أنه على حاله ل10 سنوات، من لاينفذ لايتوقع النتائج ، من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل ، وصحيح أن الناجحين محظوظون ولكن الحظ هو التقاء الاستعداد الجيد مع الفرصة الجيدة ( التي تأتي دائما) .

- مرحلة التنفيذ هي مرحلة النتائج ، إن مع العسر يسرا والنصر مع الصبر ، والرسول وجه الصحابي الذي سأله رفقته في الجنة بأن قال : أعني على نفسك بكثرة السجود. لا نتائج بدون عمل .

تعرف أنك في هذه المرحلة إذا كان عندك خطة وإستراتيجية واضحة للتنفيذ، التغيير الحقيقي لا يمكن أن يكون بأقل 3-6 أشهر، حتى يحدث تغيير في وضعه المادي أو الأسري أو الاجتماعي ( على قدر الإعداد والبحث تزيد المدة أو تنقص).

بعض الطرق المعينة:

1- تنمية الإدراك والوعي ( بدقة الملاحظة)

2- التحرر الاجتماعي ( إيجاد بيئة معينة والتخلص من البيئة المضرة ، مثل مصاحبة غير المدخنين.

3- - إنشاء كثافة حسية ( للعقل الباطن الذي يتحكم في 90-95% من وظائف الجسد ، مثل الخوف من الظلمة.

1- الخيال( من يتخيل النجاح يحصل عليه).

5- مكافأة الذات (لا تنتظر التقدير والمكافأة من غيرك لأن فاقد الشيء لا يعطيه، فشجع نفسك بنفسك إذا امتنعت مثلا عن التدخين ل3 أيام كافئ نفسك بعشاء فاخر)، إذا حققت نتائج ولو بسيطة فأنت على وشك الدخول في المرحلة الخامسة.


المرحلة الخامسة ( الوقاية)

فكثير من الناس بعد نجاحهم بالتغيير يعودون لما كانوا عليه عند التعرض لضغوط معينة مادية أو معنوية ، وقد عاينت بنفسي من أقلع عن التدخين لفترة طويلة ثم عاد إليها بعد وفاة أحد أقربائه.

وهذه المرحلة أيضا تأخذ من 3- 6 أشهر فإذا تعديتها انتقلت للمرحلة الأخيرة

.

المرحلة السادسة ( القضاء على المشكلة) لا عودة إليها ، ولكن بعض المشاكل لاتصل فيها إلى هذه المرحلة مثل الإدمان على المخدرات فهو يصل للمرحلة الخامسة ويستمر لبقية العمر

.

س : اكتشف في أي مرحلة أنت ؟

1- أنت في مشكلة وتحتاج لتغير وأنت لا ترى أن هناك مشكلة وأن السبب الآخرون وليس أنا ( أنت في المرحلة الأولى).

2- أنت في مشكلة وتقر بضرورة فعلك لشيء ولكن لا تدري من أين تبدأ( المرحلة الثانية).

3- أنت تعد خطة تفصيلية للبدء في حل المشكلة ( المرحلة الثالثة).

4- أنت تطبق المخطط الذي رسمته للتخلص من المشكلة ( المرحلة الرابعة).

5- أنت انتهيت من المشكلة ومضى عليها أكثر من 6 أشهر (المرحلة الخامسة).

6- وصلت لوضع جديد ( المرحلة السادسة).



ج. معادلة Beckhard & Harris للتغير

:[5]

D×V×F> R

1- ( عدم الرضا والاستياء). . D=Dissatisfaction

عدم الرضا عن الوضع الحالي المراد تغييره.

2- (الرؤية) . . V= Vision

رؤية الفرص والصورة النهائية للوضع المطلوب.

3- (الخطوات الأولى ). .

F= First steps

الإقدام على الخطوات الأولية للوصول إلى الرؤية المنشودة.

- إذا كانت أحد هذه الأمور الثلاثة = صفر، فستكون المقاومة للتغير أكبر وبالتالي ستكون محصلة التغير= صفر

4- ( مقاومة التغيير). .R= Resistance

د. آلية (Kurt Lewin) للتغيير

: [6]

1- الإذابة (Unfreezing) ويتم فيها تحييد معوقات التغيير وتهيئة النفس للتغير.

2-التغيير (Changing) ويتم فيها تطبيق الخطة للتغير.

3- التثبيت (Refreezing) اتباع جدول منظم للتغير للمحافظة على دوام النتائج

********************************************************************************.

كلمة أخيرة


"
إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "
لا تنسى ، إذا أردت حقا أن تغير من واقعك نحو الأفضل فاعمل بما علمت , والتزم بما خططت له , واصبر فإن النصر مع الصبر , واستعن بالله دائما وأخلص نيتك له فهو مسبب الأسباب و مجيب الدعاء وهو على كل شيء قدير
.

منقوول للفائدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق