السبت، 23 أبريل 2016

إن كنت تعاني من القلق فهذا هو الحل



إن كنت تعاني من القلق فهذا هو الحل
-
تشعر أن عقلك مشغول طوال الوقت بالتفكير في كيفية التخلص من القلق، فضلاً عن الانشغال فيما يقلقك بالأساس؟ كلنا يشعر بذلك، فلا داعي للمبالغة في تشخيص المرض، فهناك طرق سهلة للتغلب على هذا القلق، ويعود تاريخ هذه الطرق إلى آلاف السنين، إلا أن العلم الحديث لا يفتأ يؤيد هذه الأفكار العتيقة، وربما تكون سمعت بها من قبل، فكلها على علاقة باليقظة والانتباه، ولكن كيف تستفيد منها؟ هذا هو السؤال الذي نبحث عن إجابته هنا.

1- أنت لست أفكارك
أحياناً تكون أفكارك سخيفة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فليس معنى أنك تفكر في شيء أنه صحيح.
ما هو تعريف اليقظة؟ يتلخص تعريفها في جملة واحدة هي "الوعي باللحظة الراهنة وتقبلها"، وربما تقول أنا واعٍ وإنك تعيش في اللحظة الراهنة وإنك تتقبل ذلك، وربما أرد عليك قولك بقولي: لا، لست كذلك. لست واعياً؛ فأنت مشغول بالتحديق في الأيفون، كما أنك لا تعيش اللحظة الراهنة؛ فبالك مشغول بالتفكير في المستقبل والقلق بشأنه، ولا تتقبل الوضع الراهن؛ فأنت لا تفتأ تضرب يداً بيد عندما تمر بازدحام مروري.

في كثير من الأحيان لا ننظر إلى العالم على حقيقته، بل نستمع إلى القصص التي نختلقها عنه، وهذا ما يتسبب في كثير من المشاعر السلبية التي من بينها القلق، والسبب ببساطة أننا نأخذ أفكارنا عن العالم على محمل الجد أكثر مما نأخذ العالم نفسه. لكن اليقظة الحقيقية تجعلك تدرك أنك تحمل كثيراً من الأفكار السخيفة أو غير المعقولة التي قد تحبط من عزيمتك وتصيبك بالقلق، فعليك بالتنازع مع أفكارك اللاعقلانية ومقاومتها، ولكي تفعل ذلك لابد أن تتحلى بالعقلانية التامة، ولكن إن لم تستطع مقاومة هذه الأفكار، فماذا يجب عليك؟
. .
2- راقب ولا تحكم
اعترف بأفكارك، ودعها تمر بسلام، ولا تتعارك معها.
في بعض الأحيان لا تستطيع مقاومة الأفكار التي تسبب القلق، وفي هذه الحالة تخبرك اليقظة أنك لابد أن تدعها تمر بسلام؛ عليك أن تتجنب الوقوع في شَرَك النتائج العكسية لهذه الأفكار عن طريق تعلم كيف تسمح لها بالرحيل السلس، وبالطبع لا يعني هذا أن تخلي عقلك من أفكاره تماماً، وتتخلص من كل مشارعك السلبية وتهرب من مشكلات الحياة، بل عليك احتضان تجاربك كما هي، حتى وإن كانت غير سارة، مع العمل على زيادة قدرتك على تحملها. وقد تقول إن الكلام سهل ولكن الفعل شاق، خصوصاً إذا كانت التجارب صعبة والقلق يسيطر عليك، ولكن الكلمة السحرية في هذه الحالة هي الانتباه والتركيز.
. .
3- لا تتشتت
لا تفحص بريدك الإلكتروني كل دقيقتين، بل انتبه إلى العالم حولك، واستخدم حواسك، فهذه هي الحقائق أمامك، أما أفكارك والقصص التي تقصصها على نفسك فليست حقيقية.
ربما يكون التأمل مفيداً في هذا الصدد، على الرغم من كونه صعباً ويحتاج بعض الوقت، ولكن هناك طريقاً آخر، فعندما تشعر بالقلق في المرة القادمة تذكر أن أفكارك ليست حقيقية، إنما الحياة هي الحقيقة، لذلك عد إلى حواسك وركز على العالم من حولك (بالطبع لا نعني التركيز في هاتفك الذكي)، بل اسأل نفسك عن رائحة القهوة التي تحتسيها، وهل لاحظت هؤلاء الأشخاص الذين يتجولون حولك، فلا تشتت نفسك وركز انتباهك على العالم الحقيقي من حولك، فبدلاً من الامتعاض من تأخر القطار يمكن أن تقضي وقت الانتظار في التفاعل مع الأشخاص حولك أو التأمل في الطرق الهندسية التي بنيت بها المحطة وفي الزخارف التي تزينها، فهناك دائماً شيء مثير يمكن أن تفعله، فقط عليك أن تركز انتباهك على ما يحدث حولك الآن.
. .
4- أعط أفكارك اسماً طريفاً
إعطاؤها اسماً يساعدك في التعامل معها بسهولة، واعتبارها أمراً عادياً قابلاً للتعايش معه.
في كل مرة تقفز فكرة سلبية إلى عقلك، لا تقاومها بشراسة، بل اعترف بوجودها وتقبلها، ثم أعطها اسماً طريفاً يميزها عن غيرها، فقد يصبح لديك أفكار مثل: "متلازمة لا أحد يحترمني"، أو "أسطوانة الفشل في كل شيء".
,
لا تنس أن
الانتباه لما حولك لا يعني الأشياء فقط، بل يعني البشر أيضاً، فركز على الأشخاص الذين تحبهم، واهتم بهم وأظهر تقديرك لهم، فكم من العلاقات التي انتهت بسبب أن أحد الطرفين لا يعطي الاهتمام الكافي لشريكه. الانتباه ليس بالعقل وحده، بل بالقلب أيضاً، فليس غريباً إذاً أن تسمع في القرآن هذا الربط العجيب بينهما "... قلوب يعقلون بها".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق