الاثنين، 17 مارس 2014

"حقا ما اسهل سحق الضعفاء في هذا العالم !1

مقال للكاتب الرائع انطوان تشيكوف :

منذ أيام دعوت الى غرفة مكتبي مربية اولادي (يوليا فاسيليفنا) لكي ادفع لها حسابها ...
قلت لها: إجلسي يا يوليا فاسيليفنا ،هيا نتحاسب ... أنت في الغالب بحاجة الى النقود ،ولكنك خجولة الى درجة أنك لن تطلبيها بنفسك ...حسنا ،لقد إتفقنا على ان ادفع لك ثلاثين روبلا في الشهر ...
قالت: اربعين
قلت: كلا ثلاثين ...هذا مسجل عندي ،حسنا لقد عملت لدينا شهرين ...
قالت:شهرين وخمسة ايام
قلت: شهرين بالضبط ،هذا مسجل عندي ...اذا تستحقين ستين روبلا ..نخصم منها تسعة ايام اﻵحاد،ونخصم ثلاثة على الأعياد اذا المخصوم اثنا عشرروبلا ...
لم تنبس يوليا بكلمة ...
قلت : وقد مرض ابني أربعة ايام ولم تدرسينه ،كنت تدرسين ابنتي ماريا فقط وثلاثة ايام كانت اسنانك تؤلمك فسمحت لك زوجتي بعدم التدريس بعد الغداء ...اذا اثنا عشر زائد سبعة يساوي تسعة عشر ونخصم الباقي ...واحد واربعون روبلا ،صحيح...
احمرت عينا يوليا ولكنها لم تنبس بكلمة
قلت: قبيل رأس السنة كسرت فنجانا وطبقا نخصم روبلين وبسبب تقصيرك تسلق ابني الشجرة ومزق سترته لذلك نخصم خمسة عشر روبلا وفي عشرة يناير اخذت مني عشرة روبلات ...
فهمست يوليا: لم آخذ
قلت: ولكن ذلك مسجل عندي !
قالت: لكن ...
قاطعتها وقلت :من واحد واربعين نخصم سبعة وعشرين ...
امتلأت عيناها الجميلتان بالدموع ...يا للفتاة المسكينة ،قالت :اخذت ثلاث روبلات فقط
قلت :حقا ولكن ذلك مسجل عندي ،خذي احد عشر روبلا ويكفي ...
أخذتها بيد مرتعشة وقالت :شكرا ...
فانتفضت واقفا واستولى علي الغضب ثم قلت لها : شكرا على ماذا ؟!
قالت: على النقود
قلت :يا للشيطان ،ولكني سرقتك ؛لقد نهبت منك فعلام تقولين شكرا ؟!!
قالت :في اماكن أخرى لم يعطوني شيئا
قلت: لم يعطوك؟! اليس هذا غريبا !! لقد مزحت معك ،لقنتك درسا ...ساعطيك ثمانين روبلا جهزتها لك ،ها هي في الظرف ،ولكن لم انت عاجزة الى هذه الدرجة ؟!
لماذا لا تحتجين ؟ لم تسكتين؟!
ابتسمت وسالتها الصفح عن هذا الدرس القاسي وسلمتها الثمانين روبلا كلها ،فشكرتني بخجل وتطلعت في اثرها وفكرت
"حقا ما اسهل سحق الضعفاء في هذا العالم !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق