الخميس، 1 يناير 2009

لم أعد داريا .. إلى أين أذهب *شعر
















لم أعد داريا .. إلى أين أذهب

كل يوم أحسُ أنك أقرب

كل يوم .. يصير وجهك جزءاً

من حياتي .. ويصبحُ العمُـر أخضب

وتصير الأشكالُ أجمل شكلا

وتصيرُ الأشياء أحنى وأطيب

قد تسربت في مسامات جلدي

مثلما قطرة الندى تتسرب

إعتيادي على غيابك صعبٌ

وإعتيادي على حضورك أصعب

كم أنا كم أنا أحبك حتى

أن نفسي من نفسها تتعجب

يسكن الشعرُ في حدائق عينيك

فلولا عيناك لا شعرَ يُـكتب

منذ أحببتك الشموس استدارت

والسماواتُ صرن أنقى وأرحب

منذ أحببتُك البحارُ جميعا

أصبحت من مياه عينيك تشرب

حبك البربري أكبر مني

فلماذا على ذراعيك أتصلب؟

خطأي .. أنّـني تصورت نفسي

ملكا , يا صديقي ليس يُـغلب

وتصرفت مثل طفلٍ صغير

يشتهي أن يطول أبعد كوكب

سامحني إذا تماديتُ في الحلمِ

وألبستك الحريرَ المقصب

أتمنى لو كنت بؤبؤ عيني

أتراني طلبت ماليس يُـطلب؟

أخبرني من أنت؟ إن شعوري

كشعور الذي يطارد أرنب

أنت أحلى خرافةٍ في حياتي

والذي يتبع الخرافات يتعب




من روائع نزار قباني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق